طلاق رجعي بقلم ذاكو وينهو(المرتضى محمد اشفغ) | البشام الإخباري

  

   

طلاق رجعي بقلم ذاكو وينهو(المرتضى محمد اشفغ)

البشام الإخباري / لم تتح لي دربة الأشهر الماضية أن اتعلم الإبحار ، فأنا ترابي لصيق الأرض ، يصيبني الدوار إن فكرت في السباحة أو الطيران ….ما فارقت حالة الحبو على الرصيف ومضايقة المارة المتخففين من أعباء الكتابة وعناد الكلمة الحرة التي تأبى أن يغازلها أشباه الرجال في أقبية “وانطير” و”كم تات فيه”….،
لم أتعلم مفردات ومصطلحات الفضاء الأزرق التي يتعاطاها الناس ويستعملونها خطأ كما يستعملون “حب البقر” للسمنة و”مصارين الحوت” لفتح الشهية… أجد نفسي أتلعثم و أنا أحاول النطق ب (مرور جميل …مرورك أجمل….سلم ذوقك …اسكي الله اخليك….الخ) كنت إذ أكتبها أشعر بالريبة لأني أسرق الآخرين … أما إشارة الإعجاب فلم أحسن بعد استعمالها… جميل أني فتحت نافذة أطللت منها على منشورات آسرة أغرتني وأمتعتني حقا ، راودتني عن نفسي وهممت بها لكن قميصي كان خلقا…. سأكتفي بالنافذة أخشى أن يكون سيدها لدى الباب ….وسأبقى ألبي رغبة فضولي إذا ألفيت من يثيره..
أما منشوراتي فسحبتها بعد أن شكت لي زرقة الفضاء التي لا تحجب شعاعا ولا ترد حرا….أكملت ثلاثة قروء وبقيت في دنيا العنوسة …. انسحبت واقتنعت أنها سن اليأس فلا جدوى من زينة وما في الرجال راغب…..
قومي لا يؤمنون بالمنطقة الوسطى… وأنا لست كاتبا يسلق حاكما فيوشحه معارضوه بوسام فارس…ويسمونه – ساخرين – بطل نضال ..أو يلغ في عرض معارض فتنفتح له أبواب الحظوة ويدخل جنان القصر وتطوقه ربقة التدجين…
لا أجمع من كتاب الفيروز آبادي خنشة كلمات أصابها عفن الإهمال ، أنجر منها وألوي لتنسجم مع الكامل أو البسيط أو مع البحر الميت فيجيز الخليل تأشرة سفري ويسمع الناس نظاما لا حياة فيه ولا حرارة…ويلهج الأغبياء باسمي ويخلعون علي خرقا مثقوبة من عباءات بؤسهم وغبائهم….
سأنتظر ثيابي المبللة ..هي على السياج أحرسها عن معزاة وعجول الجيران…حين تكمل الشمس مهمتها…سأقرب بعيري وألبس مرقعتي وأرحل إلى حيث تتعانق ألسنة الكثبان الرملية ويمتد الفضاء الذهبي ….هناك يعذب الحداء وتكون زخات المطر أكثر سخاء …
سأقبل جذوع “تيشط و أيكنين ” سأتحسس البان المخضل وسأستنشق رائحة “خروب الطلح وأيروار” وأسمع قصيدة جميلة تروي قصة العشق بين الصمغ والصحراء…هناك سأغرس قدمي في الأرض لتمتزج بعروق شجر “آدرس وآتيل وأيزن “….وأبدأ الاستماع إلى الشيخ “جدو” يترنم ب(قرة الابصار) وينبه طفله إلى قطيع الغنم وهو يختفي في منعرجات الوادي ويتوارى وراء الأغصان الملتفة…سأتلذذ كثيرا بالريح تنتحب ، والشمس تجلدها ، والرمل الأبيض يمتص الندى من الصبا القادمة من الشمال والمثقلة بأنفاس المحيط ….

تصفح أيضا...