الامازيغ او البربر في موريتانيا/حماه الله ولد السالم | البشام الإخباري

  

   

الامازيغ او البربر في موريتانيا/حماه الله ولد السالم

ﺃﻃﻠﻖ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻮﻥ ﺍﺳﻢ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻄﺎﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻤﻞ ﻏﺮﺏ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ، ﻭﺍﻣﺘﻌﺾ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻇﻨﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﺭﻭﻣﺎﻧﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﺒﺪﺋﻴﺎ، ﻭﺗﺬﻛﺮﻭﺍ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺮﻓﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻼﺩﻫﻢ ﺑﺒﻼﺩ ﺷﻨﻘﻴﻂ، ﻣﺘﻨﺎﺳﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﺗﺤﺮﻳﻒ ﻻﺗﻴﻨﻲ ﻟﻠﻔﻆ " ﺃﺗﻤﻮﺭﺗﻨﺎﻍ " ﺍﻷﻣﺎﺯﻳﻐﻲ ﻭﻳﻨﻄﻖ ﺃﻳﻀﺎ " ﻣُﻮﺭْْﺗَﻨَّﺎ " ﻭﻣﻌﻨﺎﻩ : ﺃﺭْﺿُﻨَﺎ ! ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺭﺑﺎﻉ ﺍﻟﻨﺎﻃﻘﻴﻦ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻫﻢ ﻣﻦ ﺃﺻﻮﻝ ﺻﻨﻬﺎﺟﻴﺔ " ﺑﺮﺑﺮﻳﺔ ."
ﺭﻏﻢ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﺠﺪ ﺍﻟﻤﺘﺎﺑﻊ ﺃﻱ ﺫﻛﺮ ﻟﻸﻣﺎﺯﻳﻐﻴﺔ ﺃﻭ ﻓﺮﻭﻋﻬﺎ ﻻ ﺛﻘﺎﻓﻴﺎ ﻭﻻ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ ﻓﻲ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ! ﻓﻤﺎ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺤﻘﺒﺔ ﺍﻷﻣﺎﺯﻳﻐﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ؟ ﻫﻞ ﻫﻮ ﻏﻴﺎﺏ ﺃﻡ ﺗﻐﻴﻴﺐ؟ ﻭﻫﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﺇﺭﺙ ﺃﻣﺎﺯﻳﻐﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ؟ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻧﻌﻢ ﻓﻤﺎ ﻫﻮ؟ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﻳﻘﺪﻡ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ؟ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻻ، ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻫﻮ ﻏﺎﺋﺐ ﻭﻏﻴﺮ ﻣﻮﺟﻮﺩ؟
ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻹﺭﺙ ﺍﻷﻣﺎﺯﻳﻐﻲ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺎ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺗﻮﺍﺭﻯ ﻋﺒﺮ ﻣﺴﺎﺭ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻭﺳﻜﺎﻧﻪ ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﺗﻮﺍﺭﻯ ﻭﺍﻧﺪﻣﺞ ﻭﺍﻧﻤﺤﻰ؟ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺨﻠﺖ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺫﺍﺕ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺍﻟﺼﻨﻬﺎﺟﻴﺔ ﻋﻦ " ﺃﺻﻠﻬﺎ " ؟ ﺍﻟﺒﺮﺑﺮﻱ ﻭﻫﻞ ﺗﻢ ﺫﻟﻚ ﻃﻮﺍﻋﻴﺔ ﺃﻡ ﺗﺤﺖ ﺍﻹﻛﺮﺍﻩ؟
ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﺼﻨﻬﺎﺟﻲ ﺑﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ
ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺍﻟﻬﻼﻟﻴﺔ
ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ
ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻭﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﻌﺮﻭﺑﻲ
ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﺼﻨﻬﺎﺟﻲ ﺑﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ
ﻗﺪﻣﺖ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺻﻨﻬﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﺿﻤﻦ ﻫﺠﺮﺓ ﺍﻟﺒﺮﺑﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻏﺎﺩﺭﺕ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﻭﺗﻮﺟﻬﺖ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻐﺮﺏ، ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺍﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ .
ﻭﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﻣﺘﺄﺧﺮ ﻧﺴﺒﻴﺎ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺒﺮﺑﺮ ﺣﺎﺿﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﻋﻤﻮﻡ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻭﺃﺿﻴﻔﺖ ﻧﻘﻮﺷﻬﻢ ﺍﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﻧﻘﻮﺵ " ﺳﺎﺑﻘﻴﻬﻢ ." ﻭﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺒﺮﺑﺮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﻛﺜﺮ ﺗﻜﻴﻔﺎ ﻣﻊ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﻘﺤﻂ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻣﻦ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﻯ، ﻭﻋﺎﺷﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﺃ ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺺ .
ﻭﻣﻨﺬ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﺸﻤﺎﻝ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺳﺮﺍﻳﺎ ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺨﻮﻡ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﻭﻳﺔ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﻋﻘﺒﺔ ﺑﻦ ﻧﺎﻓﻊ ﺛﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻋﻤﻖ ﻣﻊ ﺃﺣﻔﺎﺩﻩ ﻭﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﻴﻦ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺱ .
ﻭﻗﺪ ﻋُﺮﻓﺖ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺻﻨﻬﺎﺟﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻬﻮﺩ ﺑﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﻠﺜﻤﻴﻦ ﻧﺴﺒﺔ ﻟﻠﺜﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻠﺘﺰﻣﻮﻧﻪ، ﻛﻤﺎ ﺳﻤﻴﺖ ﺑﻼﺩﻫﻢ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻤﻠﺜﻤﻴﻦ .
ﻭﺳﺘﻨﺘﺸﺮ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭﺍ ﻗﻮﻳﺎ ﻣﻊ ﺻﻌﻮﺩ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﺑﻄﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ 5 ﻫـ 11/ ﻡ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﻟﺪﺍﻋﻴﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻳﺎﺳﻴﻦ ﻭﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﺼﻨﻬﺎﺟﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻟﻤﺘﻮﻧﺔ : ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻭﺃﺧﻴﻪ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﻭﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺗﺎﺷﻔﻴﻦ ﻭﺃﺣﻔﺎﺩﻫﻢ .
ﻭﻛﺎﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺧﺎﺻﺎ ﺑﺎﻷﺳﺮ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻤﺔ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﻣﺜﻞ : ﺃﻭﺩﺍﻏﺴﺖ ﻭﻛﻮﻣﺒﻲ ﺻﺎﻟﺢ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻤﺮﺍﺑﻄﻴﻦ، ﺛﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺯﺩﻫﺮﺕ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻛﻮﻻﺗﺔ ﻭﺗﻨﺒﻜﺘﻮ .. ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺍﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ ﺳﺘﻘﺬﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻼﺩ
ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ ﺑﻤﻮﺟﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺍﻷﻋﺮﺍﺏ ﺳﺘﻐﻴﺮ ﻫﻮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺑﺪ .
ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺍﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﻭﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
ﻋﺮﻓﺖ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ 8 ﻫـ 14/ ﻡ ﻭﻓﻮﺩ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺑﻨﻲ ﺣَﺴّﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺤﺪﺭﺓ ﻣﻦ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﻌﻘﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺎﺀﺕ ﻣﻊ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺍﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺷﻤﺎﻝ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ، ﻭﺗﻤﻜﻨﺖ ﻣﻦ ﺑﺴﻂ ﺳﻠﻄﺎﻧﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻤﺮﻭﻥ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﻫﻢ - ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺒﺪﻭ - ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺑﺮﺑﺮﻳﺔ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ، ﻣﺴﻠﻤﺔ ﺇﺳﻼﻣﺎ ﺳﻨﻴﺎ ﻣﻮﺭﻭﺛﺎ ﻋﻦ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﺑﻄﻴﻦ .
ﻭﻗﺪ ﺃﺭﻏﻤﺖ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺼﻨﻬﺎﺟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻬﺰﻭﻣﺔ ﺑﻌﺪ ﺻﺮﺍﻋﻬﺎ ﻣﻊ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺑﻨﻲ ﺣﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻔﺮﻍ ﻟﻠﻨﺸﺎﻃﺎﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ .
ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﻣﻜﻮﻧﺎ ﻣﻦ ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺃﻋﻼﻫﺎ ﻃﺒﻘﺔ ﺍﻟﻤﺤﺎﺭﺑﻴﻦ ﻭﺗﺴﻤﻰ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺃﻭ ﺣﺴّﺎﻥ ﻭﺃﻏﻠﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺤﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺣﺘﺮﻓﺖ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﻭﺍﻟﻨﻬﺐ .
ﻭﺗﻠﻴﻬﺎ ﻃﺒﻘﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻤﻴﻦ ﻭﺍﺳﻤﻬﺎ " ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ " ﻭﺗﺴﻤﻰ ﺃﻳﻀﺎ " ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ " ﻭﺃﻏﻠﺒﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺣﻘﺔ ﻣﻦ ﺃﺻﻮﻝ ﺻﻨﻬﺎﺟﻴﺔ " ﺑﺮﺑﺮﻳﺔ " ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺨﻠﺼﺖ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻣﻦ ﻟﻐﺘﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻭﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻱ ﻭﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﺃﻧﺴﺎﺑﻬﺎ، ﻓﻤﺎ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻫﺬ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻭﻣﺎ ﺧﻠﻔﻴﺎﺗﻬﺎ؟
ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻓﻬﻢ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻷﻣﺎﺯﻳﻐﻴﺔ ﻋﻦ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺇﻻ ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺗﺎﺭﻳﺨﻲ ﻭﻓﻜﺮﻱ ﻟﻠﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺑﻬﺎ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻋﺎﺩﺍﺕ ﺍﻷﻋﺮﺍﺏ ﻭﻧﺤﻠﺔ ﻋﻴﺸﻬﻢ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﻴﻦ .
" ﺃﺳﻬﻤﺖ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﻤﺮﺗﻔﻌﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﺮﻋﺔ ﺍﻟﺘﻌﺮﺏ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺴﺎﺋﻂ ﻭﺍﻟﺴﻬﻮﻝ ﺃﻛﺜﺮ "
ﺃ - ﺍﻟﺘﻌﺮﺏ
ﻻ ﻧﻌﺮﻑ ﺗﺤﺪﻳﺪﺍ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﺭﺟﺔ ﺍﻟﻤﺴﻤﺎﺓ ﺍﻟﺤﺴّﺎﻧﻴﺔ ﺗﺤﻜﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺮﺍﺟﺢ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﺗﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﺗﻘﺮﻳﺒﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺮﻥ 8 ﻫـ 14/ ﻡ ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺼﺒﺢ ﻭﺍﺿﺤﺎ ﺟﻠﻴﺎ ﺇﻻ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺮﻥ 11 ﻫـ 17/ ﻡ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻛﻤﻠﺖ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺤﺴﺎﻧﻴﺔ ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ .
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺗﺨﻠﻰ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﻋﻦ ﻟﻬﺠﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺒﺮﺑﺮﻳﺔ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻟﻬﺠﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻣﻀﺮﻳﺔ ﻣﺘﺄﺧﺮﺓ ﻫﻲ " ﺍﻟْﺤَﺴَّﺎﻧِﻴَّﺔ " ﺍﻟﻤﻨﺴﻮﺑﺔ ﺇﻟﻰ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺑﻨﻲ ﺣﺴّﺎﻥ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ .
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻣﻦ ﻳﺮﻯ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺮﻛﺔ ﺗﻌﺮﺏ ﺳﺮﻳﻊ ﻭﻋﻤﻴﻖ . ﻭﻧﺤﻦ ﻧﺴﺘﻌﻤﻞ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﻌﺮﺏ ﻻ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﺐ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﻋﻮﺩﺓ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻋﻠﻰ ﻓﺎﻋﻠﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺼﺮﻓﻴﻮﻥ، ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﻄﺮﺓ ﻟﻢ ﺗﺒﺬﻝ ﺟﻬﺪﺍ ﻣﻨﻈﻤﺎ ﻟﺘﻌﺮﻳﺐ ﺳﺎﺋﺮ ﻣﻮﺍﻃﻨﻴﻬﺎ، ﻭﻟﻢ ﺗﺤﻤﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﻣﻌﺎﺭﻑ ﻭﻻ ﺩﻋﻮﺓ، ﻷﻧﻬﺎ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺑﺪﻭﻳﺔ ﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﻐﺰﻭ .
ﻓﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ ﻗﺪ ﺗﻌﺮﺑﺖ : ﺃﻱ ﻋﺮﺑﺖ ﺃﻧﻔﺴﻬﺎ، ﻣﺘﺄﺛﺮﺓ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻭﻻ ﺷﻚ ﺑﺎﻟﻮﺿﻊ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻨﺎﺟﻢ ﻋﻦ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﺑﻨﻲ ﺣﺴﺎﻥ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﻌﻘﺪﻱ ﻭﺍﻟﻠﻐﻮﻱ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺮﺏ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻴﻪ ﺃﻱ ﺩﺧﻞ ﻟﻺﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﺔ . ﻭﻳﺮﻯ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﺃﻥ ﻫﺬ ﺍﻟﺘﻌﺮﺏ ﻛﺎﻥ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻋﺎﻣﻠﻴﻦ ﻣﺘﺪﺍﺧﻠﻴﻦ :
ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺭﺍﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺪﻳﻦ ﺍﻟﻤﻤﺘﺎﺯ ﻭﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺃﺻﺒﺤﺎ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻣﻦ ﺿﺮﻭﺭﺍﺕ ﺍﻻﻧﻌﺘﺎﻕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﺍﻟﺤﺴّﺎﻧﻴﺔ، ﻓﺒﺎﻷﻭﻝ ﺗﻜﺘﺴﺐ ﺍﻟﻬﻴﺒﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﻴﻦ ﻭﺑﺎﻟﺜﺎﻧﻲ ﺗﺤﺼﻞ ﺍﻟﻘﻄﻴﻌﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺍﻟﺒﺮﺑﺮﻱ ﺍﻟﻤﻬﺰﻭﻡ .
ﺩﻳﻨﻲ ﻭﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺧﻠﻖ ﻧﺰﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺗﻤﺠﻴﺪ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﺇﺑﺮﺍﺯ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﻛﺒﺮﻯ .
ﺛﻢ ﺇﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺳﺒﺎﺑﺎ ﻫﻴﻜﻠﻴﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻓﻲ ﺣﻘﻞ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻋﻤﻮﻣﺎ، ﺣﻴﺚ ﺇﻥ ﺍﻟﺒﺮﺑﺮﻳﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﺃﻣﺎﻡ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﻴﻦ، ﻓﻬﻲ ﺷﻔﻮﻳﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﺘﺎﺑﻴﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﻔﺴﺮ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺑﺎﻟﺒﺮﺑﺮﻳﺔ ﻭﺍﻧﺤﺼﺎﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﻘﻮﺵ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺭﺩﺕ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺑﻠﻐﺘﻴﻦ، ﺳﻮﺍﺀ ﺍﻟﺒﺮﺑﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻔﻴﻨﻴﻘﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﺑﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ .
ﻭﻗﺪ ﻋﺠﺰ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻋﻦ ﺣﻞ ﺭﻣﻮﺯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻐﺔ، ﻭﻃﺒﻴﻌﻲ ﺃﻻ ﻳﺤﺼﻞ ﺗﻜﺎﻓﺆ ﺑﻴﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻤﻘﺴﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﺪﺓ ﻟﻬﺠﺎﺕ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﺃﻭﺝ ﻓﺘﻮﺗﻬﺎ .
ﺏ - ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ
ﻭﻫﻲ ﻣﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻌﺒﻪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﺤﺴّﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻓﺮﺽ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺮﺑﺮ . ﻭﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﻫﻮ ﻛﻴﻒ ﺗﻤﺖ ﺍﻟﻐﻠﺒﺔ ﺭﻏﻢ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺒﺮﺑﺮ؟ ﻓﻬﻞ ﻫﻮ ﺿﻌﻒ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﺍﻟﺒﺮﺑﺮﻳﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﺍﻟﺤﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻐﺎﺯﻳﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﺍﻟﺨﻠﺪﻭﻧﻲ؟ ﻭﻫﻞ ﺿﻌﻒ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﺍﻟﺒﺮﺑﺮﻳﺔ ﺩﻟﻴﻞ ﺩﺧﻮﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺃﺭﻗﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺃﺟﻬﻀﻬﺎ ﺍﻟﺰﺣﻒ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﺤﺴﺎﻧﻲ ﻭﺭﺩﻫﺎ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺒﺪﺍﻭﺓ ﻭﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﺍﻟﺒﺪﻭﻳﺔ ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﺭﺗﻜﺎﺳﺔ ﻭﺍﻧﺘﻜﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﻱ ﺍﺑﻦ ﺧﻠﺪﻭﻥ ﺃﻳﻀﺎ : ﺇﺫﺍ ﻋﺮﺑﺖ ﺧﺮﺑﺖ؟
ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﻦ ﻓﻠﻠﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻣﺴﻮﻏﺎﺗﻪ ﻭﺃﻧﺼﺎﺭﻩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺆﻛﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﺭﺟﺔ " ﺍﻟﺤﺴّﺎﻧﻴﺔ " ﺻﺎﺭﺕ ﺭﻣﺰﺍ ﻟﻠﻘﻮﺓ ﻭﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﻓﻜﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﺍﻟﺒﺮﻳﻖ ﺇﻟﺬﻱ ﺟﺬﺏ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﺰﻭﻣﺔ ﻧﺤﻮﻫﺎ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻤﻘﻮﻟﺔ ﺍﺑﻦ ﺧﻠﺪﻭﻥ " ﺍﻟﻤﻐﻠﻮﺏ ﻣﻮﻟﻊ ﺑﺘﻘﻠﻴﺪ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ."
ﻭﻳﺪﻟﻠﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺑﺘﺨﻠﻲ ﺻﻨﺎﻫﺠﺔ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﻋﻦ ﻟﻐﺘﻬﻢ ﻭﺣﺬﻗﻬﻢ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ ﻟﻠﺤﺴﺎﻧﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﺗﺨﻠﻮﺍ ﻋﻦ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺘﻠﺜﻢ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺑﻘﻴﺖ ﻟﺪﻯ ﺇﺧﻮﺍﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﻕ ﻷﻥ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺤﺴﺎﻧﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﺸﻤﻞ ﺑﻼﺩﻫﻢ .
ﻭﻳﺮﻯ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﺡ ﺃﻥ ﺷﺪﺓ ﻭﻃﺄﺓ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﺤﺴّﺎﻧﻴﻴﻦ ﻭﺑﻄﺸﻬﻢ ﺑﺎﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﻴﻦ ﺭﻏﻢ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺑﺪﻭﻫﺎ ﻣﺪﺓ ﻗﺮﻭﻥ، ﺑﺚ ﺍﻟﺮﻋﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﺼﻨﻬﺎﺟﻴﺔ ﻭﺭﺳﺦ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ " ﺍﻟﺘﻘﻴﺔ " ﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﺪﺩ .
ﺝ - ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ
" ﺍﻧﺘﻘﻞ ﺍﻟﺼﻨﻬﺎﺟﻴﻮﻥ ﺑﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﺍﻻﻧﺘﺴﺎﺏ ﻟﻸﻡ ﺇﻟﻰ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﺍﻻﻧﺘﺴﺎﺏ ﻟﻸﺏ ! ﺑﻮﻗﻊ ﺍﻟﻤﺜﺎﻗﻔﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﻮﺍﻓﺪﻳﻦ "
ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻜﻔﻲ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺳﺮﻋﺔ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﺤﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺗﺨﻠﻲ ﺍﻟﺒﺮﺑﺮ ﻋﻦ ﻟﻐﺎﺗﻬﻢ، ﺑﻞ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻋﺎﻣﻞ ﺧﺎﺹ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻮﺍﻓﺪﺓ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ .
ﻭﻟﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺭﺍﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻬﺠﺎﺕ ﺍﻟﺒﺮﺑﺮﻳﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﻐﺔ ﺟﻬﺎﺯ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﻗﺎﺋﻢ، ﻛﻤﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺣﻞ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺒﺎﺩﻝ ﺑﻴﻦ ﻃﺮﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ .
ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻗﺪ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ " ﺻﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﻓﻲ ﺃﻭﺩﺍﻏﺴﺖ " ، ﻟﻜﻦ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﺤﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺩﻭﺭﻩ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ " ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺸﻔﺎﻫﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻲ ." ﻓﺼﺎﺭﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﻟﻐﺔ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺃﻱ ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻼﺕ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ، ﺛﻢ ﻟﻢ ﺗﻠﺒﺚ ﺃﻥ ﺻﺎﺭﺕ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻧﻔﺴﻪ .
ﻭﻗﺪ ﺃﺳﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﻤﺮﺗﻔﻌﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ ﻣﻤﺎ ﺳﻬﻞ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺭﺑﻤﺎ ﻷﻥ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﻮﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺴﺎﺋﻂ ﻭﺍﻟﺴﻬﻮﻝ ﻭﻗﻠﻤﺎ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﻭﺍﻟﻬﻀﺎﺏ .
ﺩ - ﺍﻟﻤﺜﺎﻗﻔﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺮﺏ
ﻭﺍﻟﺤﻖ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﺘﺴﺎﻭﻗﺔ ﺃﺳﻬﻤﺖ ﻓﻲ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﻠﻐﻮﻱ ﻭﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ ﻟﻠﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺃﺣﺪﺛﺖ ﻗﻄﻴﻌﺔ ﺻﺎﺭﻣﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺼﻨﻬﺎﺟﻲ " ﺍﻟﺒﺮﺑﺮﻱ " ﻭﻭﻓﺮﺕ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺇﺩﻣﺎﺝ ﻗﻮﻳﺔ ﺫﺍﺗﻴﺔ ﻭﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ .
ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﺑﺸﻜﻞ ﻗﻮﻱ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺗﺒﻨﻲ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﺃﻧﺴﺎﺏ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﺃﻳﺎﻣﻬﻢ ﻭﻋﻠﻮﻡ ﻟﻐﺘﻬﻢ ﻭﺩﻭﺍﻭﻳﻦ ﺷﻌﺮﺍﺋﻬﻢ ﺩﻋﺎﺋﻢ ﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﻴﻦ .
ﻭﻛﺎﻥ ﻭﻗﻊ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺜﺎﻗﻔﺔ ﻗﻮﻳﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﺠﺮﺍﺕ ﺍﻷﻧﺴﺎﺏ ﺍﻟﺼﻨﻬﺎﺟﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﺗﻌﺮﺑﺖ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻭﺍﻧﺘﻘﻞ ﺍﻟﺼﻨﻬﺎﺟﻴﻮﻥ ﻣﻦ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﺍﻻﻧﺘﺴﺎﺏ ﻟﻸﻡ ﺇﻟﻰ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﺍﻻﻧﺘﺴﺎﺏ ﻟﻸﺏ !
ﻫـ - ﺗﻮﻇﻴﻒ ﺍﻟﻨﺴﺐ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ
ﻟﻜﻦ ﺗﺪﻭﻳﻦ ﺍﻷﻧﺴﺎﺏ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻣﺘﺄﺧﺮ ﻣﻊ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﺔ ﻓﻲ ﺃﻭﺳﺎﻁ ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ ﺇﺑﺎﻥ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﺍﻷﻣﺼﺎﺭ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻗﻮﺍﻓﻞ ﺍﻟﺤﺞ ﻭﺍﻟﺮﺣﻼﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ .
ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺃﻧﺴﺎﺏ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺼﻨﻬﺎﺟﻴﺔ ﺃﻧﺴﺎﺑﺎ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺗﺮﺗﻔﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻀﺮﻳﻴﻦ . ﻭﻳﺬﻫﺐ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﺪﺭﺝ ﺍﻷﻧﺴﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺮﺷﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﻥ ﺍﻟﻤﺮﻭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ، ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻟﺘﺴﺎﻭﻕ ﻣﻊ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻭﺗﺮﺩﺩ ﺃﺻﺪﺍﺀ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ .
ﻫﻨﺎﻙ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺗﺼﺮﺡ ﺑﺄﺻﻠﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﺍﺑﻄﻲ " ﺍﻟﻠﻤﺘﻮﻧﻲ " ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺄﻧﻒ ﺑﻞ ﺗﺮﻓﺾ ﻧﺴﺒﺘﻬﺎ ﻟﻠﺒﺮﺑﺮ، ﻭﻟﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺭﺍﺟﻊ ﻻﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﻠﻤﺘﻮﻧﻲ ﻣﺤﻴﻼ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﺤﻤﻴﺮﻱ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﺑﻄﻴﺔ ﻣﻦ ﻟﻤﺘﻮﻧﺔ ﻳﻔﺘﺨﺮﻭﻥ ﺑﺄﺻﻠﻬﻢ ﺍﻟﻠﻤﺘﻮﻧﻲ ﺍﻟﺤﻤﻴﺮﻱ !
ﻭﻳﺆﻛﺪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺑﺔ ﻋﺮﻭﺑﺔ ﺻﻨﻬﺎﺟﺔ ﻭﻛﺘﺎﻣﺔ ﻭﺃﻧﻬﻤﺎ ﺩﺧﻠﺘﺎ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻗﺒﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻲ ﻋﻬﻮﺩ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﻔﺠﺎﺭ ﺳﺪ ﻣﺄﺭﺏ، ﻭﻳﻠﺤّﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺣﻤﻴﺮﻳﺔ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺘﻴﻦ . ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ " ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ " ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ﻓﺘﺄﻧﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺐ ﺍﻟﻠﻤﺘﻮﻧﻲ ﺫﺍﺗﻪ ﻭﺗﺮﺑﻂ ﺃﺟﺪﺍﺩﻫﺎ ﺑﺮﺟﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﺨﻠﺺ : ﻗﺮﺷﻴﻴﻦ ﺃﻭ ﻳﻤﺎﻧﻴﻴﻦ .
ﻭﻣﻨﺬ ﻣﻴﻼﺩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﺍﺯﺩﺍﺩ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺑﺘﻮﻛﻴﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻧﺴﺎﺏ، ﻭﺗﻀﺎﻋﻒ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺗﺒﻌﺎ
ﻟﺘﻮﻇﻴﻒ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﻤﻐﺎﻧﻢ ﺍﻟﻤﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ .
ﺩﻭﺭ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ
" ﻇﻞ ﺍﻟﻄﺮﺡ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻱ ﻟﻸﻣﺎﺯﻳﻐﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻣﺤﺼﻮﺭﺍ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﺑﻴﺎﺗﺎﻟﺘﻲ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﻮﻥ،ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻨﺰﻹﻟﻰ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺎﻟﻤﻌﻴﺶ "
ﻟﻢ ﻳﺴﻊ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺇﻟﻰ ﺧﻠﻖ " ﺣﺎﻟﺔ ﺃﻣﺎﺯﻳﻐﻴﺔ " ﻓﻲ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ، ﺑﻔﻌﻞ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ :
ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﺍﻟﻌﺮﻑ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﺑﺎﻻﺧﺘﻴﺎﺭﺕ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ﻟﻠﻤﺬﻫﺐ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻲ، ﻭﻟﺬﺍ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺎﻟﺔ ﻓﺮﺍﻍ ﺗﺸﺮﻳﻌﻲ ﻛﺘﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻣﺜﻼ ﺑﻴﻦ ﺑﺮﺑﺮ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﻭﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺪﻥ، ﻭﻭﻓﺮﺕ ﻣﻨﺎﺧﺎ ﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﻣﺎ ﻋﺮﻑ " ﺑﺎﻟﻈﻬﻴﺮ ﺍﻟﺒﺮﺑﺮﻱ " ﺑﺎﻟﻤﻐﺮﺏ ﻭﺳﻌﺖ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻌﺮﻑ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﺑﺪﻝ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ " ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻌﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﺒﺮﺑﺮﻳﺔ " ﻣﻊ ﺗﻮﺳﻴﻊ ﻧﻔﻮﺫ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ - ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ - ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺼﺒﺢ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﻬﺎ " ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺯﺟﺮ ﺍﻟﺠﻨﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻊ ﺍﺭﺗﻜﺎﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻮﺍﺣﻲ ﺍﻟﺒﺮﺑﺮﻳﺔ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺮﺗﻜﺒﻲ ﺍﻟﺠﻨﺎﻳﺔ ."
ﻗﺎﻡ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ " ﺑﺈﺻﻼﺡ " ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻷﻫﻠﻲ " ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ " ﻭﺍﻟﻤﺪﻧﻲ " ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ " ﺳﻌﻴﺎ ﻟﻌﻠﻤﻨﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﺘﻜﺮﻳﺲ " ﻇﻬﻴﺮ ﺑﺮﺑﺮﻱ " ﺁﺧﺮ ﻻﻧﺘﻔﺎﺀ ﻣﻘﻮﻣﺎﺗﻪ .
ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻳﻴﻦ ﻇﻠﻮﺍ ﻳﺴﻌﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﻧﺸﺮ ﺗﻔﺴﻴﺮﻫﻢ ﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻟﺘﻜﺮﻳﺲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ، ﻓﻘﺪ ﺫﻫﺒﻮﺍ ﺗﺤﺖ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻭﻫﻢ - ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻷﺯﻟﻲ ﺑﻴﻦ " ﺍﻟﻌﺮﺏ " ﻭ " ﺍﻟﺒﺮﺑﺮ -" ﺇﻟﻰ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﺮﺑﻂ ﺑﻴﻦ " ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ " ﻭﺻﻨﻬﺎﺟﺔ ﻭﺃﺿﺎﻓﻮﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺭﻭﺍﻳﺎﺕ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﻟﻴﺨﻠﺼﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﺆﺩﺍﻫﺎ ﺃﻥ " ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ " ﻫﻢ ﺍﻟﺒﺮﺑﺮ ﺍﻟﻤﺴﺎﻟﻤﻮﻥ ﺍﻟﻤﻨﺘﺠﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﻜﺴﺎﻟﻰ " ﺍﻟﻤﺨﺮﺑﻴﻦ ." ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻄﺮﺡ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻱ ﺣﻮﻝ ﺍﻷﻣﺎﺯﻳﻐﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﺑﻘﻲ
ﻣﺤﺼﻮﺭﺍ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﺑﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﻮﻥ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻨﺰﻝ ﻟﻠﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﻌﻴﺶ .
ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻭﺍﻟﻌﺮﻭﺑﺔ
ﻣﻨﺬ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﺯﺩﺍﺩ ﺍﻟﺤﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟـ 20 ﻡ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺪ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮﻱ ﻭﺍﻟﺒﻌﺜﻲ، ﻭﺗﻢ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﺑﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻟﺘﺬﻭﻳﺐ ﺑﺆﺭ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ " ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ " ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ، ﺑﻞ ﺟﺮﻯ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻋﺮﻭﺑﺔ ﺍﻷﺭﻗﺎﺀ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﻴﻦ ﻭﻋﻦ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﺰﻧﺠﻴﺔ ﻛﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻔﻮﻻّﻥ : " ﺍﻟﻔﻮﻟﺒﻪ !"
ﻭﻗﺪ ﻇﻠﺖ ﺍﻟﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻋﺮﺏ / ﺯﻧﻮﺝ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻜﻢ " ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ " ﻓﻲ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ، ﻭﻟﻢ ﻳﺤﺪﺙ ﺃﻥ ﺗﻢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺛﻨﺎﺋﻴﺔ ﻋﺮﺏ / ﺑﺮﺑﺮ ﻻ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ ﻭﻻ ﺛﻘﺎﻓﻴﺎ .
ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻷﻣﺎﺯﻳﻐﻴﺔ ﻟﻐﺔ ﺃﻭ ﺃﺻﻮﻻ ﻣﻄﺮﻭﺣﺎ ﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻭﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻭﻻ ﺣﺘﻰ ﻟﺪﻯ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ . ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﺪﺳﺘﻮﺭ 20 ﻳﻮﻟﻴﻮ / ﺗﻤﻮﺯ 1991 ﺣﺴﻢ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ، ﻭﻟﻢ ﻳﻄﺮﺡ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺎﻟﺼﻨﻬﺎﺟﻴﺔ .
ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺰﺏ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺩﺳﺘﻮﺭﻩ ﻭﻻ ﺑﺮﺍﻣﺠﻪ ﺃﻭ ﻧﺸﺮﺍﺗﻪ ﻋﻦ ﺍﻷﻣﺎﺯﻳﻐﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐ ﺃﻭ ﺑﻌﻴﺪ، ﻷﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻳﻘﺪﻡ ﻧﻔﺴﻪ ﻛﻤﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﻤﻮﺿﻮﻉ .
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺑﻘﻲ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﺣﻮﻝ ﺍﻷﻣﺎﺯﻳﻐﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﺷﺄﻥ ﻗﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻬﻢ ﺑﺎﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺃﻛﺎﺩﻳﻤﻲ ﺑﺤﺖ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﺴﻌﻲ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻹﻋﺎﺩﺓ ﻃﺮﺣﻪ ﻭﻟﻮ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﺍﻟﻨﺨﺒﻮﻱ . ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻦ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﺡ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﻮﺍ ﻗﻠﺔ ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮﻧﻐﺮﺱ ﺍﻷﻣﺎﺯﻳﻐﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﻱ ﺑﻘﻴﺖ ﺭﻣﺰﻳﺔ، ﺑﻞ ﺇﻧﻬﻢ ﺣﺮﺻﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺫﻛﺮ ﺃﺳﻤﺎﺋﻬﻢ ﻓﻲ ﻛﺸﻮﻑ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮﻳﻦ، ﻣﻤﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺮﺝ ﻣﺤﻠﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻪ ﺧﺎﺭﺟﻲ !
ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﻤﻨﻊ ﻣﻦ ﻃﺮﺡ ﺍﻷﻣﺎﺯﻳﻐﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ ﻓﻲ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻻﺳﻴﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺍﺯﺩﺍﺩﺕ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﺠﺬﺭﺍ، ﺧﺎﺻﺔ ﺇﺫﺍ ﺻﺢ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﺸﺄﺓ ﻟﺘﻴﺎﺭ ﺁﺧﺮ ﻳﻨﺰﻉ ﻧﺤﻮ ﺗﻤﺠﻴﺪ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺍﻟﺤﺴّﺎﻧﻴﺔ ﻭﻳﻨﺎﺩﻱ ﺑﺈﺣﻼﻝ ﻋﺮﺏ ﺍﻷﻣﺲ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﺤﻘﻮﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺭﺃﻳﻪ .
ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻓﺎﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺗﻌﻘﻴﺪﺍ ﻭﺳﺘﻨﺤﻮ ﻣﻨﺤﻰ ﻃﺎﺋﻔﻴﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﺁﺧﺮ .