موائد رمضان في موريتانيا.. بين التجديد والتقليد | البشام الإخباري

  

   

موائد رمضان في موريتانيا.. بين التجديد والتقليد

على خلاف ما جرت به العادة يبتعد الموريتاني شيئا فشيئا عن أطباقه التقليدية خلال شهر رمضان المبارك خصوصاً في الوسط الحضري، حيث يطغى على الموائد الرمضانية حضور بعض الأطباق الغربية والشرقية والمغاربية على حساب الأطباق المحلية التقليدية.

ومقابل الانحسار النسبي للأطباق التقليدية خلال شهر رمضان يتعزز انتشار الأطباق العالمية الخفيفة وسريعة التحضير على المائدة الرمضانية الموريتانية بفعل العولمة وما نجم عنها من انفتاح على ثقافات وتقاليد الشعوب المختلفة.

وباتت الموائد الموريتانية في رمضان تختلف إلى حد كبير عما كانت عليه في الماضي، وحتى خارج الشهر الكريم، وتحمل كل عام بعض مظاهر التجديد في الأطباق والنكهات، لكنها ظلت بطابعها الخاص ووقتها الفريد تمثل فرصة ثمينة لِلمّ شمل العائلة في جو روحاني يطبعه الود والانسجام وتقاسم لقمة العيش وتشارك الفُرجة وتبادل أطراف الحديث، واستحضار الذكريات.

وفي حديث للوكالة الموريتانية للأنباء، قالت أم الخير بنت محمد فاضل وهي ربة منزل، إن الموائد الرمضانية الموريتانية أصبحت مختلفة وجديدة ومتنوعة عن السابق؛ مضيفة أن الوجبات الموريتانية الأصيلة لم تعد موجودة على الموائد الرمضانية لأن الجيل الجديد متأثر بالثقافات الأخرى حتى أدخل الفطائر الأجنبية على المائدة الرمضانية بمختلف أنواعها.

وبينت أن رمضان شهر تتنافس فيه ربات المنازل في إعداد وتزيين الموائد من أجل إرضاء أسرهن أحيانا وللتفاخر ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي أحايين أخرى.

ومن جانبها قالت جميلة بنت محمد، إن رمضان هذا العام جاء في منتصف العام الدراسي حيث أنها لا تستطيع المشاركة في إعداد موائد رمضان بسبب انشغالها بالدراسة، إلا أنها رغم ذلك تساعد والدتها في إعداد السحور.

وأضافت أن هناك بعض الموائد التقليدية ما زالت الوجبات الرمضانية الموريتانية تحافظ عليها، مشيرة إلى أن وجبات الفطور تشكل فرصة للقاء كافة أفراد الأسرة وتبادل الحديث.

وبدورها أوضحت آمنة بنت فال، في اتصال معها من داخل البلاد، أن الموائد الرمضانية في الأرياف تختلف تماما عنها في العاصمة ومدن البلاد الكبرى، مشيرة إلى أن الموائد في هذه المناطق ما زالت تركز على الوجبات التقليدية.

ويعد شهر رمضان المبارك، فرصة لإصلاح النفوس وتزكيتها واستلهام القيم الإسلامية السمحة من تكافل وتعاضد. 

 

واما,