من عقبات التنمية وبناء دولة المؤسسات ...بقلم النائب محمد فال ولد عيس

البشام الإخباري/ في موريتانيا، تبرز معضلة خطيرة تكاد تكون من أكبر العقبات أمام التنمية وبناء دولة المؤسسات، وهي تهميش النخب والأطر الأكفاء. فبدل أن يكون معيار الكفاءة والجدية في العمل هو جواز العبور نحو المسؤوليات والمناصب، تتحكم في الأمر غالباً المحسوبية والولاءات الضيقة، أو يُقصى أصحاب الرأي المستقل لمجرد رفضهم التبعية العمياء.
إن هذا السلوك لا يضر بالأشخاص وحدهم، بل يصيب الوطن كله في عمقه، لأنه يُقصي العقول المبدعة ويُفرغ مؤسسات الدولة من طاقاتها الحقيقية، لتتحول المناصب إلى مكافآت سياسية أو اجتماعية عوض أن تكون تكليفاً وطنياً. والنتيجة هي بطء الإصلاحات، وتراجع الخدمات، وتكريس الفشل الإداري الذي يدفع المواطن ثمنه يومياً.
إن الدول لا تنهض إلا حين تضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وتفسح المجال لأصحاب الكفاءة بغض النظر عن انتماءاتهم أو ولاءاتهم. أما الإصرار على تهميش المستقلين وأهل الرأي الحر، فلن يقود إلا إلى مزيد من الإحباط، وتفويت فرص ثمينة كان يمكن أن تغيّر واقع البلد نحو الأفضل.
فبناء موريتانيا الحديثة يتطلب القطع مع منطق التبعية والمحسوبية، والاعتراف بأن الرأي المستقل ليس تهديداً، بل ضمانة لتصحيح المسار وإغناء القرار الوطني.

من صفحة النائب البرلماني السابق /محمد فال ولد عيس