اللامركزية هي الحل / بقلم البروفسير /سيد الشيخ | البشام الإخباري

  

   

اللامركزية هي الحل / بقلم البروفسير /سيد الشيخ

البشام  الإخباري / للامركزية هي الحل La solution est dans la décentralisation 
بلادنا مترامية الأطراف ولله الحمد ومساحتها أكثر من مليون كم مربع وهذا له إيجابيات لا جدال في ذاك ولكنه يطرح أيضا تحديات ما فتئت تتراكم مع نمو البلد على مختلف الأصعدة وزيادة في الضغوط على الخدمات المحدودة أصلا. وقد اختار الرئيس المؤسس وصحبه نظاما مركزيا عشية الاستقلال ليسهل على الآباء المؤسسين وضع سياسة شاملة لإعمار أرض شبه جرداء من مظاهر العمران البشري الحديث ولكن ربما حان الوقت لإعادة النظر في هذه السياسة المركزية التي أصبحت عاجزة عن مجارات التطلعات الشعبية ومستلزمات الحضور الواجب للدولة قي مختلف الولايات.
صحيح أن الدولة اعتمدت نظام الجهات ولكنه لم يفعل لحد الساعة وربما الإنجاز الوحيد في هذا الميدان عدا المقرات والاجتماعات هو الصندوق الجهوي للتنمية الذي يحسب  للبرلمان الأول بعد إعادته سنة 1992 والذي فرضه آنذاك فرضا على حكومة معاوية سيدأحمد الطايع وصار ثابتا كل سنة ويوزع على جميع الولايات وما عدا ذلك من أمور مازال يحتاج إلى برمجة من الوزراء ليتم اعتماد تمويلات جديدة توجه للجهات...
كيف لرئيس أو وزير جالس في مكتبه في انواكشوط إن يعلم على وجه الدقة وضعية الطريق بين كنكوصة وول ينج أو بين الاك ومقطع لحجار أو بين ازويرات وبير أم اكرين مثلا وكيف يتدخل لإصلاح ما فسد أو تدهور أو احتاج إلى صيانة استباقية أو لازمة...
إن الحل في المشاكل البنيوية المتفاقمة في بلدنا هو اعتماد لامركزية فعلية وتحميل الجهات والمواطنين كل في ولايته ومقاطعته السهر على الخدمات والصيانة والتعليم والصحة والتكوين المدرسي والمهني الخ...
ولكن لكي تتم هذه العملية بسلاسة وجدية يجب أن تكون الاعتمادات المالية للجهات جاهزة بصورة آلية ومعلنة على رؤوس الأشهاد لكي تقوم كل جهة بإنشاء شركاتها المحلية المتخصصة في إصلاح الطرق مثلا ولكي تقوم بما يلزم في الوقت المناسب دون الإنتظار من الجهة المركزية الوصية. على كل حال والتجربة أثبتت ذلك كما تعرفون كلما تراكمت الأموال عند الجهات الوصية المركزية كلما كانت معرضة للنهب ولسوء الحكامة والتصرف. 
لابد من لامركزية حقيقية ومعقلنة يخضع أطرافها للتكوين والمتابعة من الجهات الوصية و نرجو أن تعلن الدولة في نهاية كل سنة ماهي أفضل جهة تسييرية ومجتهدة في بلادنا العزيزة ويبقى الأمل موجودا والخير في الشباب.
Vivement une décentralisation réelle 
طاب يومكم
سيدي الشيخ