صندوق تأمين القطاع الغير مصنف بقلم البروفسير /سيد الشيخ | البشام الإخباري

  

   

صندوق تأمين القطاع الغير مصنف بقلم البروفسير /سيد الشيخ

البشام الإخباري / الوحدة الوطنية هي من نتاج العدالة الإجتماعية ومبرر الدولة هو خدمة مواطنيها حتى تكون هي الضامن لمستقبلهم وعليها يعتمدون. كلما كانت الدولة حاضرة كلما ضعفت الكيانات الموازية كالقبيلة والشريحة والعصبية ولذلك كان قرار إنشاء الصندوق الوطني للتأمين الصحي سنة 2005 قرارا صائبا طال انتظاره وكان المؤمل منه هو دفع الخدمات الصحية إلى الأمام في بلادنا بتوفير هذه الخدمات للمؤمنين وبتوفير التمويلات اللازمة للمؤسسات الصحية لتحسين خدماتها. وقد حقق هذا الصندوق بدون شك بعض أهدافه للمؤمنين بيد أنه لم يحقق ما ينبغي للمستشفيات والمصحات حيث استخدمت أمواله من طرف الحكومة من أجل تمويلات أخرى ك شركة السكر في امبود التي لم تنتج أي شيء لحد الآن وكذلك استخدمت أمواله في شركة الطيران وأشياء أخرى...
إن إنشاء الصندوق الجديد لتأمين فئات المواطنين من القطاع غير المصنف منذ يومين من طرف مجلس الوزراء لهو أمر بالغ الأهمية حيث سيرد كرامة بعض المواطنين الذين حرموا من خدمات اكنام طيلة السنوات الماضية وكانوا ملزمين بالتكفه وطلب الصدقة في الشوارع أو من قبائلهم لكي تتم معالجتهم ولولا جهود المنظمات الأهلية والنسائية خاصة لضاع كثير من مواطنينا الغير قادرين على تحمل تكاليف علاجهم وذويهم في المستشفيات والمصحات. 
إننا نرجو أن تكون من مهام هذا الصندوق الجديد التكفل بنقل المرضى من الداخل إلى انواكشوط إن كانت الضرورة تقتضي ذلك تماما مثلما ألزم الدكتور نذيرو وزير الصحة السابق نقل النساء الحوامل مجانا لإجراء عملياتهم الجراحية المستعجلة وكذلك الزامه المستشفيات بتحمل تكاليف علاجات الإنعاش...
وهنا يمكن للحكومة أن تستخدم أموال صندوق اكنام المتكدسة من أجل الصندوق الجديد حتى لا تستخدم مرة أخرى في غير محلها...
من يتابع الأخبار المتداولة في الفترة الماضية إن كانت صحيحة يشعر أن بلادنا لا تنقصها الأموال بقدر ما ينقصها التسيير والارادة وهذا هو سبب الدعوات الشرائحية والعنصرية المتنامية.
يجب أن يكون المواطنون سواسية في الماء والكهرباء والسكن والتعليم والصحة والنقل وهذا واجب دولتنا وهو في مقدورها  حتى لا تترك الأموال العمومية لغير مستحقيها...
من أجل غد أفضل لمواطني إفريقيا والعالم العربي في عهد حكومات تستشعر مسؤولياتها تجاه شعوبها وأمام التاريخ...بانتظار الثورة الزراعية والصناعية المنشودة والتي سيصنعها الشباب المؤمن بوطنه الذي لا يشعر فيه بأي غبن وبأنه أهل ليضحي من أجله...
طابت جمعتكم...
البروفسير /سيدي الشيخ