زواج القاصرات : مستقبل عالق بين سندان التقاليد و مطرقة الحاجة | البشام الإخباري

  

   

زواج القاصرات : مستقبل عالق بين سندان التقاليد و مطرقة الحاجة

الصورة الرئيسية لضحايا التحقيق التي تظهر مختلف تجانسات وأبعاد الظاهرة

 البشام الإخباري /  هذا التحليل في الميلتيميديا فازت به وكالة البشام  بالدرجة الثانية في مسابقة الإعلام  الحقوقي على مستوى موريتانيا 

زواج القاصرات : مستقبل عالق بين سندان التقاليد ومطرقة الحاجة


"أنا كنت تلميذة مهذبة أدرس في السنة السادسة ابتدائية, أحلم أن أكون مديرة أو وزيرة , لكن أحلامي  وطموحاتي تناثرت وتشتت حينما جاء القدر بذلك الشاب( ابن عمي ) وطلب قراني فرفضت والدتي , لكن والدي رحمه الله – تقول الضحية شقيقة بابتان "خوفا علينا من العار, صمم على تزويجي  به , فانقلبت أحلامي إلى كوابيس , ودخلت في صراع مع زوجي  العاطل عن العمل ,وأصبحت أما لأطفال , فطلقني وعدت إلى دار أبي بعد أن توفي والدي "ـ تواصل  شقيقة بابتان ـ   "فلم أعد أتحمل الدراسة لأني فقدت سندي الدراسي ( والدي ) , فتزوجت مع رجل آخر أهانني ودخلت أيضا في صراع معه, ومازلت حتى الآن ـ تقول شقيقة بابتان بمرارة ـ في دوامة ذلك الصراع ."

هذه الشهادة المؤثرة لإحدى الفتاتين الضحيتين ببتان وشقيقتها , تظهر ضائقة في المجتمع , فيشكل زواج القاصرات ظاهرة مؤرقة ، فقد ظل سلوكا ونمطا اجتماعيا يتسابق إليه المجتمع الموريتاني , تمليه العادات والتقاليد . متخذا لذلك سلوك تسمين البنت عن طريق ظاهرة (البلوح )  لتزويجها (قاصرا), فتنمو نموا متسارعا بشكل خارق للعادة , لا يتناسب مع نموها العقلي أما النمو المعرفي  فلا يراد لها ، ولا تسأل عنه (علموهن الخيط و لا تعلموهن الخط) بحسب المأثورفي العادات والتقاليد ( المرأة من بيتها إلى قبرها )مثل شعبي تقليدي.

المهم أنها تنمو جسميا , قبل نمو أسنانها يقول أحد الأدباء متغزلا (في الأدب الشعبي )على فتاة تدعى (تمو)  اكتمل نمو جسمها قبل تمام نمو أسنانها

"تمو من لعليات...ّ...... .سنيها.ما فاتو تمو

والا ما تمو لعليات ......من تمو.ما تاو اتمو."

ومع تطور الوعي , وتغليب المصلحة, وتحت ضغط الموضة , تغيرت عقلية السمنة , فلم تعد مطلبا ,بل أصبحت سلوكا منبوذا ، لها مخاطر, فاختفى كوسيلة لتسريع زواج القاصرات وبقيت الغاية (زواج القاصرات ) قائمة , كما هو حال الفتاة  الضحية  (تحيه ), التي تزوجت في عامها الثاني عشر ، تدرس في السنة الثالثة من الإبتدائية ، بعد زواجها بأربعة أشهر , حملت وأنجبت  طفلا, والآن حامل في شهرها السابع تحاول مواكبة  الدروس والحضور إلى المدرسة  بمؤزرة شقيقها ووالدتها في مراجعة الدروس  حتى تنجح إلى الإعدادية ,  ولا تعرف  ماذا يخبئ لها القدر ....

 ... هذا البعد التقليدي فرض على والدة الفتاة الزج بطفولة ابنتها الوحيدة ( تحيه ) في قفص الزواج دون مراعاة مستقبلها وإمكانية تسربها من المدرسة ,وضوابط التأهل  للحمل والكفاءة والقدرة على تحمل مسؤولية الأسرة.  

كانت الضحية (تحيه) : فتاة في عمر الزهور, نشأت مدللة , تهتم  بدراستها فقط , تذهب بها الأقدار, تحت رحمة جحيم رواسب التقاليد, وإكراهات الحاجة ,لتقذف بها إلى عالم آخرلم تعد مؤهلة له،  من عالم الطفولة إلى عالم الأمومة  الذي سرعان ما حطم أحلامها وآمال مستقبلها ، إلى قفص الزواج قبل أوانه, ليجعل حياتها في كابوس من المخاطر والويلات, فيتحول تدليل والدها إلى ذل وضعف أمام نزوات جنسية , لزوج لا ترغب فيه ولا تطمح إليه ، وتتحطم آمال المستقبل المستشرق  للبنت اليافعة ,إلى سواد دامس مشحون بالمخاطر, والصدمات التي لا يتحمل جسمها ونفسيتها مناعة لامتصاصها ،

90 حالة نزاع أسري معظمها بسبب الزواج المبكر

لتغيير العقلية , ارتفعت الأصوات الحقوقية الرافضة لزواج القاصرات بشكل دائم , بحراك تقوده المنظمات الحقوقية المدافعة عن حقوق المرأة  في البلاد ,مطالبة بتجريم هذه الظاهرة  التي تعتبرها  سلوكا يشكل استمراره كابوس خطرعلى مستقبل الفتيات ,واستفحال ظاهرة تسربهن من المدارس خاصة في الأوساط الأكثر هشاشة.

المنسقة الجهوية للطفولة والأسرة: "هناك استراتجيات  مفعلة ضد زواج الأطفال"

 ترى المنسقة الجهوية للطفولة والأسرة في لبراكنه,  توتو بنت يعقوب ولد عبد الله/  أن ظاهرة زواج الأطفال , أوما يعرف محليا بزواج القاصرات , مسألة منتشرة , بفعل تقاليد  المجتمع المترسبة  , والتي تفاقمت بشكل سلبي على نطاق واسع ,  تجلت ملامحها  في تسرب البنات من المدارس بصفة مبكرة , وفاقمت الوضع الصحي لهن , مما تسبب في ارتفاع وفيات الأمهات  من جهة ، و ترتبت عليها أعباء اقتصادية , لا تستطيع البنت وأسرتها تحملها  ,من جهة أخرى تسببت في انتشارواسع  لظاهرة الطلاق الذي هو أقبح الحلال عند الله , ورفعت سقف عدد النزاعات الأسرية ,  للمطالبة بنفقة الأطفال , وأخيرا تسببت في انعكاسات نفسية وفكرية على البنت , وعلى محيط أسرتها . "ولذلك ـ تصيف المنسقة " هناك استراتجيات مفعلة ضد زواج الأطفال  تتمثل في العديد من الإجراءات شملت التحسيس , والمطالبة بتفعيل مدونة الأحوال الشخصية , للتغلب على هذه الظاهرة ", وبلغة الأرقام  تقول ـ المنسقة توتو في مجال خلية النزاعات الأسرية ـ "وصلتنا في سنة 2019  المنصرمة ما يقدر  بحوالي 90 نزاعا أسريا معظمها بسبب الزواج المبكر

  رغم أن بعض هذه النزاعات تصلنا بعد أن تجاوزت المرأة مرحلة متقدمة من العمر. " وتضيف أنه عندما نطالب بإفادة الزواج نلاحظ من خلال تاريخ عقد القران أنه تم تزويجها مبكرا وهي قاصر ,

آمال كبيرة على قانون النوع "أو ما يعرف بقانون محاربة العنف الموجه ضد المرأة"

مدير المدرسة رقم واحد في ألاك المصطفى ولد الحاج

في سياق ذي صلة  أكد مدير المدرسة رقم "1 "  في ألاك المصطفى ولد الحاج  أنه من بين عوامل التسرب المدرسي ظاهرة الزواج المبكر, فقد أجمع الباحثون التربويون  على أن البنت التي تعرضت للزواج المبكر يفرض عليها التخلي عن المدرسة,  والتسرب منها مبكرا , لأنه يفقدها سندها الدراسي على حد وصف مدير المدرسة رقم واحد في الاك ,  السيد المصطفى ولد الحاج , الذي قال في مقابلة خاصة لموقع البشام الإخباري "إن  نسبة التسرب المدرسي  للبنات القاصرات في الأوساط الهشة بسبب هذه الظاهرة تصل إلى 70 %  بينما تصل في الأوساط الحضرية إلى 20  "

إن ظاهرة زواج  الفتاة الضحية (تحية ) أمر مريب للغاية , رغم ندم والدتها عليه  وعنايتها الخاصة بها إلى جانب شقيقها ينم عن الوعي بجسامة الموقف وخطورة التحديات  , لما له من انعكاسات نفسية  واجتماعية تجعل البنت مجبرة على التخلي عن المدرسة , خاصة مابين سن 15 /16 مؤكدا أن هذه الظاهرة كانت منتشرة بشكل كبير,  لكنها خفت بفعل عوامل التحسيس , والوعي الذي ساد مؤخرا حول سلبيات ظاهرة زواج القاصرات.

النائب البرلماني لاله بنت امبارك (قابلة)

 

مقطع فيديو بشهادة النائب 

ترى النائب البرلماني لاله بنت امبارك / أن زواج القاصرات ليس لديه ما يحميه سوى قانون مدونة الأحوال الشخصية , التي تنص على أن أي تزويج لقاصر يراد من ورائه جلب منافع مادية دون مراعاة مصلحتها هي أولا,  يجرم صاحبه , فنحن "تقول النائب البرلماني لاله بنت امبارك نعلق آمالا كبيرة على قانون النوع, أوما يعرف بقانون محاربة العنف الموجه ضد المرأة " الذي قد تم عرضه مرتين على البرلمان , وأعيد هذا القانون من أجل إجراء بعض التعديلات والملاحظات عليه . فهذا القانون " تقول بنت امبارك سيمنح الكثير من الحقوق للمرأة عموما والقصر خاصة "  .

وتضيف النائب البرلمانية لاله بنت امبارك قائلة "إن الحكومة الموريتانية قامت بسن القانون رقم 52 /2001/بتاريخ 15 /اغشت سنة 2001 حول  مدونة الأحوال الشخصية  التي  تضم 314 مادة حول الأحوال الشخصية حيث تحدد المادة 6 من مدونة  الأحوال الشخصية في موريتانيا بأن سن الزواج هو 18 سنة،".

لكن القانون الموريتاني وضع استثناءات بيد أولياء الأمور تتيح لهم تزويج الفتيات قبل بلوغهن سن القانون .

إلا أن المنظمات الحقوقية المدافعة عن حقوق المرأة في البلاد، تطالب بين الفينة والأخرى بضرورة النظر في هذه المادة، التي وجدت فيها ثغرة يستغلها أولياء الأمور للهروب من العقاب " رئيسة الجمعية الموريتانية لرعاية الطفولة والصداقة التنموية  نفيسه بنت لمرابط "

طفولة بلا طفولة : شهادات تحكي عن عمق جرح نازف بابتان تخرج عن صمتها

على الرغم من الجهود المبذولة لرفع كل التحديات عن الفتيات القاصرات المتمثلة في التحسيس وتنظيم الملتقيات سعيا إلى تغيير العقلية والتخلص من رواسب الماضي المهين ,والمقيت,  في حق القاصرات , فقد تحولت حياة التلميذات الثلاث الصغيرات إلى جحيم . فتركت براعم الطفولة جثثا بلا طفولة

فالفتيات الثلاثة الضحايا  (تحيه , وبابتان , وشقيقتها ) أصبحن ضحايا لسلوك تقليدي,  حولهن دون سابق إنذار من عالم البراءة  الذي يرسم لهن مستقبلا مستشرقا , إلى عالم مأساوي يتحطم سمك جداره نتيجة الصدمات والأزمات التي أملتها رواسب الماضي, وإكراهات الحاجة . فتتسربن من المدرسة وتندم الأمهات , وسرعان ما تتحولن من فتيات قاصرات  بريئات  إلى أمهات مربيات تحملن أطفالا فارق سنهن معهم ضئيل جدا ،  فيتحول مسار حياتهن إلى نزاع أسري مع الأزوج , نظرا لعدم تكافئ مستواهن الثقافي , والفكري معهم ، فينفجرحلم تشكيل  نواة الأسرة إلى طلاق  وبالتالي تعدن إلى بيوت ذويهن , لتزدن عليهم حمل الأعباء  (أطفال رضع  وآخرون في سن الفطام )فهيهات ,هيهات لما توعدون , ضاع حلم الدراسة أولا , والتسرب المدرسي ثانيا , وفتحت جبهة من النزاع  ثالثا , و الفشل الأسري رابعا ,  وأعباء أطفال لا يجدون من يعيلهم خامسا . ليخلص الواقع إلى جرح نازف لن تندمل  جراحه بالتقادم .

 مقطع فيديو مع بابتان 


تروي الضحية ( بابتان ) مأساة واقع أسرتها  وهي تحمل وليدها في لقاء معها إلى جانب والدتها زينب , قائلة باللهجة المحلية " كتلك عنكم  اكبيل ما تعرصوني , ما اتعرصوني ما اتعرصوني  كتهالكم , كتهالكم , الرجال ألا المشاكل كمتو خصرتو اكرايتي اعل ش ماه مهم " بهذا الأسلوب االشعبي المحلي تعاتب ببتان أمها مطضجرة  نادمة تحمل وليدها  وهو ما معناه "  قلت لكم أنه كان عليكم أن لا تزوجوني , لا تزوجوني , لا تزوجوني , قلتها لكم , قلتها لكم , الرجال مجرد المشاكل , قمتم وأفسدتم دراستي ومستقبلي على زواج غير مهم "  مضيفة "إنها كانت تدرس هي وأخواتها في المدرسة الابتدائية , وكن متفوقات دائما  , إلا أن والدهن  قرر تزويجهن لأبناء عمومتهن العاطلين عن العمل .

لكنهن سرعان ما تبدلت أحوالهن , ليرتسم أمامهن ذلك المستقبل الذي يكشر بأنياب تركت  جرحا غائرا لن يندمل بسرعة, حيث أصبحن عاجزات عن مواصلة الدراسة , بسبب الحمل وضغوط الأزواج, حسب قولهن ,ودخلن في صراع مع أزواجهن , أودى بطلاقهن وعودتهن إلى أمهن زينب , التي أصبحت أرملة ,بعد وفاة والدهن , الذي كان يعيلهن , ليزدن العبء على أمهن التي حملن إليها أطفالا بين سن الرضاع و الفطام ,فيبدأن في البحث عن شظف العيش, لتحكين عن قصة سيوزيفة تستبطن في ظاهرها الندم وتستنطق لوحة واقع مأساوي تعشنه

والدة الفتيات: "اسشترق مستقبل فتياتي مبكرا, لكن زواجهن قاصرات حطم أحلامي وآمالي ..."

من الآمال إلى الآلام


 مقطع فيديو شهادة من الأم يبدو عليها الندم 

والدة الفتيات الضحايا ( بابتان ,وشقيقتها ) تروى عن واقع بناتها , فتقول زينب وقلبها يعتصر ألما , ومحياها تبدو على قسماته التعب , والبكاء " فتياتي كن يدرسن في الابتدائية , وكن دائما متفوقات ,  ولم أكن أصمم يوما على تزويجهن حيث ترسمن أمامي لوحة مستقبل زاهر.  أبتسم له , كلما حملن إلي نتائجهن في نهاية كل سنة دراسية , لكن القدر, يخبئ لي ـ تقول زينب ـ ما لم أكن أتوقعه , حيث  أصر والدهن على تزويجهن مع أبناء عمومتهن  , فتحطمت آمالهن ,  وتحول الأمل إلى ألم , بفعل الصراع وضيق ذات اليد , إضافة إلى موت والدهن الذي كان يعيلهن وأصبحت أنا أرملة عاطلة أعيل أخواتهن الصغيرات , و لكن سرعان ما طلقن ,وعدن إلي  تحملن أطفالا فتضاعفت الأعباء علي وازداد الحمل أضعافا لا أحد يعينني وأبيت أنا , وهن في هذا المكان ننتظرسيدنا على حد قولها . 

إمام الجامع العتيق في ألاك : "الفتوى بحرمة أو بعدم  حرمة تزويج القاصرات يرجع فيه لرأي الطبيب الشرعي المسلم العارف "

انطلاقا من البعد الديني الذي يمدح الزواج متى يستوجبه النداء الشرعي بالبلوغ بنية التكاثر لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " أيها الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج " ولقوله  "تناكحو تناسلوا فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة" /

يقول الإمام أدن ولد البار إن الشريعة الإسلامية جاءت لحفظ البشرية وتنظيم حياتها , فإذا ثبت عند طبيب شرعي مسلم  عارف أن في هذا تأثيرا على البنت بعد الفحوصات والتحاليل , فإن الشريعة يؤخذ بأصلها

وهو أنها جاءت لحفظ البشرية

معضلة الزواج المبكر بين ازدواجية التشريع النقلي والقانون الوضعي 

وأضاف الإمام "أنه من باب المعيار الشرعي  الذي ينبغي أن تكون بنية الأسرة عليه , فقد بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنسبة للرجل وبالنسبة للمرأة , فيقول ( إذا أتاكم من ترضون دينه ومروءته فزوجوه ,إلا تفعلوه  تكن فتنة  في الأرض وفساد كبير ) هذا بالنسبة للرجل .

أما بالنسبة للمرأة فالمعيار هو ( تنكح المرأة  لثلاث دينها ولجمالها ولحسبها فاظفر بذات الدين  تربت يداك ) , وإذا ما نظرنا ـ يقول الإمام ـ إلى الخطاب الشرعي  يقول ابن عاشر مبينا حد بداية التكليف الشرعي  التي يخاطب بها الله تبارك وتعالى البالغ والبالغة "

(وكل تكليف بشرط العقلي    مع البلوغ  بدم أو حملي

أو بمني أو بإنبات شعر     أو بثمان عشرة حولا  مر)

كذلك نضيف لهذا الحديث  ـ يقول الإمام ـ "الذي يبين رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن يتهيئ للزواج  أو صار يفكر وجوب استحضار تلك النيات اللازمة فيه , والتي تعينه إذا أخذها بعين الاعتبار ، وهي

( أيها الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ), "هذا هو نداء رسول الله صلى الله عليه وسلم, والاستطاعة هنا , تحتاج لكثير من المطالعة والبيانات والأحكام  ,من جهة العلماء والأطباء , كما بينا سابقا"

مقطع فيديو شهادة الإمام  


و الجواب النهائي " يقول الإمام أدن ولد البار إمام الجامع العتيق   في مدينة ألاك ،" من ناحية تحريم زواج القاصرات من عدم تحريمه،  يرجع فيه لرأي الطبيب الشرعي المسلم  العارف المؤتمن, النيات التي ينبغي أن تصاحب الزوج والزوجة هي/  أولا امتثال أمر سول الله صلى الله عليه وسلم , عند قوله أيها الشباب  من استطاع منكم الباءة فليتزوج ,لأنه أغض للبصر ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء , فهذه النيات إذا تم استحضارها تكون سببا لنجاح زواجه وقيام أسرته  .

أما على المستوى الصحي , فتضيف النائب لاله بنت امبارك بصفتها قابلة / إن زواج القاصرة تحيه ’ قد يعرضها لكثير من المشاكل على المستويين الصحي والاجتماعي فهي تزوج في الوقت الذي مازالت فيه طور النمو وأعضاؤها كذلك , وهذا ما يعرضها لكثير من المخاطر المصاحبة للحمل كفقر الدم , وارتفاع ضغط الدم ,وعسرالولادة,  فالحوض مازال طور النمو ولا يتناسب مع وزن الجنين ,مما قد يؤدي إلى العمليات القيصرية ,وكذلك  النواسير الولادية.

الطبيب أخصائي أمراض النساء في مركز الاستطباب بألاك / أحمد شريف ولد أحمد محمود "زواج القاصرة هو عبارة عن سلب طفولتها , ويسبب لها عقد نفسية خطيرة"

لتوضيح أبعاد التداعيات  النفسية والمخاطر الصحية حول ظاهرة زواج الفتاة تحية

الطبيب أخصائي أمراض النساء 


 يقول الطبيب الجراح اخصائي أمراض النساء د / احمد شريف ولد أحمد محمود "إن سلب القاصر طفولته ينتج عنه عقد نفسية وخاصة خلال  ظاهرة تزويج الفتيات القاصرات, قبل سنة 18   فينعكس عليهن  بصدمات , وعقد نفسية , تتجلى ملامحها في سلوك البنت التي فرض عليها الزواج , فهي  لم تكتمل النمو العقلي والعضوي والجسمي .مما يشكل غالبا اختلالات  في سلوكها بحكم التأثيرات النفسية لهذا الزواج المبكر."الذي تمثل في سلب طفولتها قبل استكمالها 

وأوضع الطبيب

«   ان ظاهرة  زواج  الفتاة  تحية, يشكل الكثير من المخاطر عليها , خاصة من حيث الحمل وإمكانية تعرضها للنزيف عند الوضع , أوسقوط الحمل قبل فترته,  أو النواسير الولادية , هذا إضافة إلى العمليات القيصرية , كما يعرض الجنين إلى تشوهات خلقية ,ويتسبب في أمراض سرطانية في الرحم من خلال ما يعرف بالحمل العنقودي . »

أمنة بنت المولود رئيسة منظمة ترقية الأسرة: " كانت أحوج ما تكون إلى التربية ، فإذا بها تربي القصر"

استنكرت رئيسة الجمعية الموريتانية لترقية الأسرة والصحة والبيئة السيدة آمنة بنت المولود ، بشدة  زواج  الفتاة (تحيه  ) , معللة أنها تدخل في إطار الممارسات  السلبية الغير مقبولة  ودافعها أساسا هو حصول الأسرة على مكاسب مادية , ظنا منها أن تزويج البنت سيحقق للأسرة موارد مالية ، وليس من مصلحتها , أن تزوج لرجل , تحت إكراهات الحاجة ، والطمع والجشع ,إذ أنها لا تتحمل لذلك أية مؤهلات , فتقع في فخ الحمل , والإنجاب، كما وقع للفتاة  الضحية (تحية ) ـ تقول بنت المولود ـ فبينما كانت قاصرا تحتاج التربية , والعناية , أصبحت أما يراد منها تربية القصر, بين عشية وضحاها  

هذا إضافة إلى دخولها في دوامة من الصراعات مع الزوج الذي يكبرها بفارق سن كبير ، دون أن تجد من يؤازرها في تلك الصراعات , بحكم العامل التقليدي, والتهرب من الدخول فيما يسمونه (بذات البين ) إلا بما يخدم المصالحة لكلا الطرفين فقط  , وهنا  يتفاقم حجم المأساة , لتباين المعيار الشرعي مع البعدين الصحي والقانوني كمعضلة للزواج المبكر من حيث التباين بين النظرة الشرعية والنظرة الحقوقية

إحصائيات بيانية معطيات وأرقام في ولاية لبراكنه

إن توجه الحكومة الموريتانية والفاعلين الخصوصيين  والشركاء التنمويين للحد من ظاهرة زواج القاصرات في إطار محاربة العنف الموجه  ضد المرأة , يقتضي أولا تحديد الخارطة المستهدفة بهذا الخصوص بناء على قاعدة البيانات التي تم الحصول عليها لتحديد أولويات وخصوصيات تفشي الظاهرة, وفي ذات السياق تؤكد المعطيات البيانية المجمع عليها أن زواج الفتيات القاصرات ينتشر في المناطق الأكثر هشاشة والأقل حظا في التمدرس , فتمثل نسبة تسرب الفتيات القاصرات بسبب الزواج المبكر من المدارس في المناطق الهشة إلى نسبة 70 %بينما تصل نسبة تسربهن إلى 25 %في الوسط الحضري ,

وبخصوص إحصائيات الصحة الإنجابية يقول د./ اخصائي قسم التوليد في ألاك "إن كل 5 إلى 6 حوامل بينهن حامل زوجت قاصرا  ",  فالناطقة الرسمية باسم الصحة الإنجابية القابلة لاله بنت امبارك  تقول إن هذه الظاهرة تنتشر أكثر في المناطق الهشة والمعزولة والبعيدة من التمدرس خاصة مناطق بلديتي مال وجلوار,

وبخصوص خلية النزاعات الأسرية بالمنسقية الجهوية للطفولة والأسرة في ألاك فقد بينت أن عدد النزاعات الأسرية المسجلة هذه السنة في ألاك وصلت حوالي 90 حالة معظمها كان نتيجة زواج القاصرات

وفي مدينة ألاك , تقول رئيسة الجمعية الموريتانية لترقية الأسرة والصحة والبيئة  آمنة بنت المولود إن الظاهرة تنتشر في أحياء الصفيح أكثر بسبب انتشار الفقر والأمية.

رسم بياني عن تسرب البنات في ولاية لبراكنه بسبب ظاهرة زواج القاصرات

 

إن زواج القاصرات يظل معضلة شائكة تحكمها رواسب التقاليد وترفضها الإنعكاسات السلبية على النسيج الاجتماعي , وما تمليه خصوصيات العولمة وأهداف الألفية ,إضافة إلى ازدواجيتها من المنظورين  الشرعي والقانوني .

ولئن كانت النظرة الشرعية تختلف عن النظرة الحقوقية في التعاطي مع هذا السلوك التقليدي , فإن هناك نظرة ثالثة يمكن الرجوع إليها لتقليص الفجوة بين النظرتين السابقتين وهي النظرة الصحية , التي يمكن أن تكون أكثر تبريرا للتداعيات الصحية السلبية لهذه الظاهرة , بما يستوجب  حلا وسطا , لكنه يتطلب إرادة قوية تتسم بالصرامة وعدم المساومة . وانطلاقا من آراء الأخصائيين والشركاء حول تجليات الظاهرة , وتشخيص معطيات أسبابها وانعكاساتها , يمكن استنباط واستنتاج وضع تصور للحد من تفشي هذه الظاهرة بناء على نقاط من بينها وضع سياسة موجهة لبرامج تنموية لمحاربة الغبن والفقر خاصة في المناطق الأكثر هشاشة تعتمد على محاور منها : محاربة الهشاشة والفقر وتحسين الدخل للأسر الفقيرة , وكذلك دعم التمدرس في المناطق الهشة , وتشييد بنى تحتية مدرسية مجهزة مدعومة بطواقم تدريس بكفاءات عالية  ,وفتح كفالات بها للتلاميذ. توجيه حملة للتحسيس والتقييم ومتابعة تطبيق مسار المحاورالآنفة الذكرفي المناطق الهشة , لمنع تسرب البنات بسبب زواجهن , وضع تشاور مع الأئمة والعلماء بإصدار فتاوى تجمع بين وجهتي النظر الدينية والحقوقية , بالإعتماد على نظرة ثالثة هي النظرة الصحية 

عبد العزيز ولد غلام 

وكالة البشام الإخباري

www/elbecham.info

هاتف 46553518

واتساب 46553518

[email protected]