مارد الذهب يحل ضيفا ثقيلا على مدينة أزويرات!! | البشام الإخباري

  

   

مارد الذهب يحل ضيفا ثقيلا على مدينة أزويرات!!

لمرابط ولد أحمدو الخديم Lemrabott8@gmail.com

يحل مارد الذهب ضيفا ثقيلا على مدينة أزويرات هذه الأيام وضاقت المدينة بساكنتها حيث ان كل عائلة تستضيف خمسة أو عشرة أفراد ثم إن تلك العشرة في ازدياد مستمر...
 لعبت الشائعات دورا مهم في جلب هذا الكم الهائل من البشر حيث أن هؤلاء المنقبون جاؤوا من مشرق موريتانيا وغربها وجنوبها لهدف واحد هو نصيبهم من (كلب أندور) ذالك الكلب الذي تدور حوله حكايات وشائعات أغرب الى حكايات ألف ليلة وليلة !!
 والشائعة عادة ثقافية متداولة لدى فئات عريضة من الشعب الموريتاني يجد فيها البعض التأثير على الأحداث في مجتمع يهتم كثيرا بالقيل والقال..
.. خاصة بعد توفر وسائل خطيرة مثل الموبايل والانترنت ووجود ساحة خصبة لهذه الشائعات 
وهي حدث أعيد إنتاجه عدة مرات وخطورتها أنها لا تعتمد على مصادر مباشرة موثوقة تأتى عادة لتغطى فراغا معرفيا تعذر سده بطرق السليمة...
ولهذا فإنها تنتشر في المجتمعات التي لا تتوفر على طرق شفافة ومحايدة لتناول المعلومات الصحيحة
ومهما قلت لهذا الوافد من تلك البلاد البعيدة والذي باع كل شيء فلن يقتنع بما تقول فقد خرج مارد الذهب من القمقم !!! 
 ولا سبيل الى ثني هؤلاء حتى يصلوا الى مكان الذهب مهما كلف الثمن !!
كنت قد كتبت مقالات حول الذهب في موريتانيا بعناوين مختلفة مثل : ذهب موريتانيا عندما يخرج المارد من القمقم !! الرابط :
http://anbaatlas.com/node/2864
وماهو نصيب السكان الأصليين من الذهب؟ ! ... الرابط
http://aqlame.com/article28892.html
 حاولت من خلالها أن اشخص هذه الظاهرة التي ظلت غائبة أو مغيبة عن المواطن البسيط ردحا من الزمن بسبب هيمنة الشريكات الأجنبية وجهله بهذه الأمور..
 فقد قالوا لنا الأوائل من السكان الأصليين بأن السواح والبعثات الغربية كانت تأتي الى هناك للتنقيب وأخذ كميات كبيرة من الذهب الخالص وفي الروايات الشعبية السائدة هناك ( أن الذهب تسكنه الجن وأن من أخذ منه شيئا ستلاحقه الجن في المال والولد) وربما تكون هذه الاسطورة قد حرمت مئات العائلات التى تعيش تحت خط الفقر من مال كثير وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على الجهل والتخلف..
لكن الآن وبتخطيه هذه العقبة فقد أصبح مشاركا في البحث عن الذهب بعد أن كان متفرجا..
 لهذا يجب على الدولة تنمية هذه المنطقة الغنية بالذهب والمعادن الثمينة وأن تستخدم بعض عائداتها في تنمية مدينة أزويرات التي باتت تعتمد على مرافق عمومية ومنشآت حكومية لم ترمم بعد منذ عهد ميفرما الستينات !!
وبعودة مبرمجة الى الموضوع فقد وجدت آنذاك قديما كما أجد الآن من خلال مقابلاتي للكثير من المنقبين اقبالا متزايدا على هذه المنطقة من طرف الموريتانيين والأجانب الباحثين عن الثراء السريع..
 لكن هذه المنطقة ليست كالمناطق التي نقبوا فيها سابقا في تازيازت والشامي الواقعين في الوسط بين أنواكشوط وأنواذيبوا...
 فهي « منطقة عسكرية مغلقة »، تبعد عن المدينة مايناهز 600كلم , تنشط فيها شبكات التهريب، وتشهد بين الفينة والأخرى عمليات مطاردة بين الجيش الموريتاني و المهربين..كان آخرها يوم الجمعة بتاريخ 08أكتوبر 2018 م وقد رخصت الدولة للتنقيب في مناطق محددة، ولكنها منعته في المناطق العسكرية المغلقة أو المناطق التي تعمل فيها شركات مختصة في التنقيب.
وهذا ماجعلها تتريث حتى تجد لهذا الآلاف المؤلفة من البشر موقع قدم يصلح للحياة في تلك الأرض الخطيرة وأن تتخذ الاجراءات للازمة وعلى رأسها الآمن وبعد أن اكتملت الاجراءات الضرورية هاهي الآن تنطلق في يوم الأحد الموافق 16 ديسمبر 2018م..الى (كلب أندور) ذالك الكلب الذي جعلته الشائعة يشع ذهبا وان كل منقب سيأخذ نصيبه منه ذهبا خالصا..
المهم ان ساكنة أزويرات تنفست الصعداء بعد شهر من المضايقة والتعب الذي يمليه كرم أهل تيرس المعروف والذي تغنت به الشعراء قديما وهاهو حديث المنقبين حديثا.