الافتتاحية - صوت الشعب - / أحمد ولد الشيخ | البشام الإخباري

  

   

الافتتاحية - صوت الشعب - / أحمد ولد الشيخ

البشام الإخباري / انتشرت الصورة انتشارا واسعا على مجموع الشبكة العنكبوتية وأثارت الكثير من التهكم والسخرية من قبل متصفحي الإنترنت. ثلاثة رؤساء متزاحمين، مثل أسماك السردين في علبة، على أريكة واحدة أمام وزير خارجية، مضجع تقريبا، وحده على أريكة. ثلاثة رؤساء دول - موريتانيا وتشاد والنيجر - يستقبلون جان إيف لو دريان، خلال قمة المانحين لمجموعة G5 الساحل، التي التأمت قبل أيام في نواكشوط. لقد عهدنا فرنسا شديدة التعلق بالشكليات، عندما يتعلق الأمر بمنطقة نفوذها الحصرية في أفريقيا، ولكن في هذه المرة بلغ السيل الزبى. عندما ينحط هذا العدد من رؤساء الدول العاملين إلى ذلك المستوى من الخنوع للقوة الاستعمارية السابقة، لأنها وعدت بقليل من المال لتمويل بعض أنشطة مجموعة G5 الساحل، فإن ذلك يتجاوز ما يستطيع المرء فهمة أو تصوره. خاصة أن فرنسا ليس لديها ما تعد به، حيث لم يعد لديها أي شيء. لقد هزتها، حتى في أساسها، ظاهرة السترات الصفراء، والتي تشكل دليلا واضحا على إفلاسها المبرمج.  لم يعد لديها خيار آخر،  في أمل البقاء على قيد الحياة، سوى إثقال كاهل المواطنين الفقراء من خلال الضرائب والرسوم الأعلى في العالم. وتكشر  عن أنيابها، كلما حاول مليك إفريقي صغير، من بين أؤلئك الذين تحافظ عليهم في السلطة ضد رغبات شعبه، أن يخرج رأسه من النفق.  وإن الفرنك الإفريقي الذي يمكن القوة المستعمرة السابقة، من إبقاء النظام المالي للبلدان الأفريقية حتى الآن تحت نيرها، ولا شك أنه النظام الأكثر جورا في العالم. وأي رئيس دولة يطعن في ذلك قد يلقى به مصير سانكارا أو القذافي. إن الدولة الفرنسية لا تمزح بمصالحها. و"يطلب" من رؤساء دول مجموعة G5 الساحل أن يفهموا ذلك جيدا. وعندما يستدعيهم لو دريان، يجب عليهم فقط أن يقولوا سمعا وطاعة، وإلا، فإن فرنسا قد تتركهم وحدهم، في مواجهة الغول الإرهابي الذي ألحق بهم ألف ضرر وضرر. تمتلك هذه البلدان من الرجال والعتاد ما يمكنها من محاربة مئات (على الأكثر) من الملتحين المضطرين ولكن الفوضى، وانعدام التنسيق، وغياب الحافز، والفساد الذي يمخر الجيوش، من بين أمور أخرى، تمنع هذه الدول من أن تكون مستقلة. وتلعب فرنسا على هذا الوتر، حيث توهمهم أنه بدونها، يستحيل ضمان الأمن في منطقة الساحل. إن رؤساءنا الطيعين مثل الحملان، سرعان ما يقبلون التنصل من مهمتهم لفائدة جيش أجنبي، بالتأكيد أقوى من جيوشهم ولكنه ليس أصلب عودا ولا أفضل تكيفا مع الميدان. يقول مثل وطني مشهور: "الل مدرگ ابليام عريان" [من يختبئ وراء الأيام فهو عارٍ]". ستأتي لحظة مؤكدة، ولا شك أنها قريبة، حيث لن تعود هذه الدول تستطيع الاختباء خلف الستار الفرنسي، بل يتعين عليها ضمان أمنها بنفسها. ذلك اليوم الذي تجد الدولة الفرنسية نفسها مجبرة على قراءة متمعنة للمادة 23 من الميثاق الرسمي للسترات للصفراء، المدعومين دعما واسعا من قبل الغالبية العظمى من الناخبين الفرنسيين: "أوقفوا عمليات السلب والنهب والتدخل السياسي والعسكري. أعيدوا مال الديكتاتوريين والممتلكات المسروقة إلى الشعوب الأفريقية. أعيدوا فورا جميع الجنود الفرنسيين إلى وطنهم. انهوا نظام الفرنك الإفريقي الذي يبقي إفريقيا في حالة فقر. ابنوا علاقات على قدم المساواة مع الدول الأفريقية". أليس صوت الشعب من صوت  الله؟